Wednesday, August 1, 2007

الحياة بين ضفتي دينين 1


قبل قراءة هذه التدوينة أنصحكم بالنظر جيدا إلى الصورة..

هل نظرتم جيدا .. حسنا الآن دعوني أعرفكم عليهما


هو.. رجل مسلم اشتراكي التوجه.. سياسي من الدرجة الأولى .. وخبير نفسي لا يشق له غبار

في بيتنا نقول له.. بابا


هي.. فتاة مسيحية متدينة .. ذات ميول اشتراكية..نقية .. قوية الشخصية وتتمتع بذكاء فطري لا يضاهى

جرت على العادة على أن نناديها .. ماما


كان اللقاء الاول عاديا للغاية .. كان هو يعلق واحدا من مقالاته اللاذعة على أحد حوائط الكلية وفي نفس اللحظة كانت هي تدخل من باب الكلية مع صديقة لها .. لاحظت على الفور تجمع الشباب والفتيات حول ذلك الجدار لقراءة المقال .. ذهبت مع صديقتها وانضمت للمتجمعين قرأت المقال مرة وثانية وثالثة.. لا أذكر بالضبط ما كان مضمونه لكنه لفت انتباهها فسألت عن كاتبه..

هي .. مين و .ك ؟

فسمعت صوتا عميقا من خلفها يقول.. أنا يا فندم

هي (لي)متصورتش خالص إن كاتب المقال الخطير ده هو الشاب الممصوص الرفيع اللي ناكش شعره واللي واقف قدامي دلوقتي

هو (لي أيضا في مناسبة أخرى) : أول ما شفتها جه في بالي خاطر غريب جدا بيقولي .. البنت دي هتبقى مراتك

طبعا لم تحدث الشرارة منذ اللحظة الأولى .. بل على النقيض تماما .. تطلب الأمر أربع سنوات خاضا خلالها الكثير وتوطدت الصداقة بينهما أكثر فأكثر حتى عندما جاءت اللحظة لم يكن هناك مجال للتردد أو التفكير مرتين.. طبعا لست بحاجة للقول إن العلاقة كانت مثار جدل لأسباب كثيرة على رأسها طبعا مسألة اختلاف الدين.. عائلته لم تجد صعوبة في الوقوع في حبها والترحيب بها .. عائلتها بالطبع لم توافق فبالنسبة لفتاة مسيحية .. الزواج خارج الكنيسة غير معترف به .. لكن الحب كان أقوى من كل شيء وأمام تصميمهما القوي لم يملك الجميع سوى الإذعان .. ربما كانت محظوظة لانها ابنة عائلة متحضرة للغاية لكنها أيضا صاحبة إرادة حديدية لا تقهر .. أذعن الجميع لكنهم راهنوا على فشل التجربة .. لن تصمدا أمام اختلاف الدين .. أبناؤكما سيعانيان من هذا الانقسام .. ستنفصلان في نهاية المطاف

والآن وبعد 30 عاما.. هذه صورتهما تشي بأكثر من ابتسامتين .. تشي بتاريخ مشحون بحب تغلب على كل العوائق وأثبت أن الحياة بين ضفتي دينين ربما ستكون تجربة ثرية وفريدة من نوعها


وللحديث بقية..